علم البديع - الجزء الأول

علم البديع

تعريف علم البديع:

يقصد به الوسائل التى يستعين بها الكاتب لإظهار مشاعره وعواطفه، والتي يُمْكِنُه بها التأثير في نفس المتلقي، وتكون هذه المحسنات جيدة إذا كانت قليلة ومؤدية للمعنى المراد، أما إذا كانت كثيرة ومتكلفة فإنها تفقد جمالها، وتصبح دليلا على ضعف الأسلوب وعجز الأديب.

أنواع المحسنات البديعية

v معنوية

غرضها: التأثير في المعنى (توجد في الشعر والنثر)

v لفظية

غرضها: الإيقاع الموسيقى

القيمة الفنية:

تقوية المعنى وتوضيحه وجذب الانتباه للفكرة

القيمة الفنية:

إعطاء نغمة موسيقية تُطرب الأذن وتُسعد النفس

أنواعه:

1. 1- الطباق: (توجد في الشعر والنثر)

2. الجمع بين الكلمة وعكسها فى الكلام الواحد .. وقد يكون التضاد بين اسمين مثل:

(هو الأول والآخر، والظاهر والباطن)

أو بين فعلين مثل:

( وأنه هو أضحك وأبكى)

وقد تكون بين اسم وفعل مثل:

استيقظ محمد بعد نومٍ طويل

أو بين حرفين مثل:

(ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)

أنواع الطباق:

الطباق نوعان (طباق إيجاب ، وطباق سلب)

طباق الإيجاب : هو الكلمة وعكسها المعجمي كما بالأمثلة السابقة.. مثل صباحا ومساء

ومثل قول السموأل:

سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم

فليس سواء عالم وجهول

طباق السلب:

يكون بين فعلين أحدهما مثبت والآخر منفي، أو أحدهما أمر والآخر نهي..

مثل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون)

ومثل: (فلا تخشوا الناس واخشون)

ومثل: إن كنت تدري فتلك مصيبة

وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

قد يكون الطباق معنويًا وليس لغويًا مثل:

ألح عليه النزف حتى أحاله إلى صفرة الجادي (أي الزعفران) من حمرة الورد

يقصد حوَّل النزيف لون بشرته من الحمرة إلى الصفرة

2- المقابلة: (توجد في الشعر والنثر)

3- الجمع بين جملتين كل منهما عكس الأخرى ويشترط فيهما الترتيب.

مثل: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)

لاحظ أن التضاد بين الكلمات جاء بحسب الترتيب

(يحل/ يحرم) (لهم/عليهم) (الطيبات/ الخبائث)

ومثل: يا أمة كان قبح الجور يسخطها دهرا

فأصبح حسن العدل يرضيها

ومثل: على رأس عبد تاج عز يزينه

وفي رجل حر قيد ذل يشينه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- التورية: (توجد في الشعر والنثر) وهى:

التورية هي كلمة لها معنيان
معنى قريب (غير مقصود)	معنى بعيد (مقصود)
تأخذنا إليه مجموعة من الكلمات تسمى (القرينة)	يستنتج من فهم المعنى

مثال 1: قول حافظ في شوقي ..

يقولون إن الشوق نار ولوعة

فما بال شوقي أصبح اليوم باردا

المعنى القريب المعنى البعيد

الشوق (الاشتياق) الشاعر أحمد شوقي ذاته

والشاعر هنا يداعب أحمد شوقي ويصفه بـ(البرود)

دون أن ينطق ذلك صراحة، لكنه استخدم التورية.

والقرينة هنا هي الشوق والنار واللوعة

مثال 2 : رد شوقي على حافظ إبراهيم

وحَمَّلْتَ إنسانًا وكلبًا أمانةً

فضيَّعها الإنسانُ والكلبُ حافظ

المعنى القريب المعنى البعيد

(حفظ وصان) الشاعر حافظ إبراهيم ذاته

مثال 3:

وما الشعر إلا روضة راق حسنها

ولاسيما إن كان قد وقع الندى

المعنى القريب (سقطت قطرات الندى)

والبعيد (عطاء / مقابل)

مثال 4 :

والنهرُ يُشبه مبردًا ولأجل ذا يجلو الصدى

التورية هنا في كلمة الصدى، ونلاحظ أن المعنى القريب هو(صدأ الحديد)،والقرينة المبرد، يجلو (يزيل)

والمعنى البعيد هو (العطش)

مثال 5:

لله إن الشهد يوم فراقهم ما لذ لي فالصبر كيف يطيب

المعنى القريب هنا هو (الصبار وهو نبات مر الطعم)

المعنى البعيد هو (التحمُّل)

والمعنى الظاهر هنا أن العسل يوم فراق الأحبة لم يكن طيب الطعم فكيف يكون طعم الصبار وهو المر بطبعه .. لكن المعنى المقصود عدم قدرته على تحمل الفراق

والقرينة هنا؛ الشهد (العسل) – لذَّ - يطيب

مثال 6:

أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق

ومن العجائب لفظها حر ومعناها رقيق

التورية في كلمة رقيق؛ فالمعنى القريب (العبيد)

والمعنى البعيد (رقة وجمال المعاني)

والقرينة كلمة (حر) وهى مضاد كلمة (عبد)

v تذكر:

· القرينة: هي مجموعة من الكلمات تأخذنا إلى المعنى القريب (غير المقصود)

· القيمة الفنية للتورية إثارة الذهن وجذب الانتباه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- مراعاة النظير: (في الشعر والنثر)

هو الجمع بين الشيء وما يناسبه في المعنى

بشرط ألا يكونا ضدين.

هو الجمع في العبارة الواحدة بين المعاني التي بينها تناسبٌ وائتلاف، بشرط ألا يكون بينهما تضاد، ويكون هذا التناسُب بين معنيَيْن فأكثر..

ومن الأمثلة على التناسب والتلاؤم ما يلي:

الشمس والقمر - الظلّ والشجر- الزهر والثَّمَر-

الإبل والبقر- القوس والْوَتَر- الليل والسّمر-

النعجة والحمل- الظّمأ والسَّراب- العلم والكتاب-

الضرب والعذاب. (جمع بين أمرين متناسبين)

مثل: قوله تعالى: (وهو السميع البصير)، إذ يوجد تناسب ما بين السمع والبصر، كما يوجد تقارب وتآلف ما بين (السميع) و(البصير) لا يحصل لو كان اللفظ الثاني (الحكيم) مثلاً.

ومثل قوله تعالى: (الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ * والنجم والشجر يَسْجُدَانِ). في الآية الكريمة ورد تناسب وتلاؤم ما بين (الشمس والقمر) فهما سماويان ولا تضاد بينهما.

كما يمكن أن يكون الجمع بين (ثلاثة أمور متناسبة)

مثل قول المتنبي:

الخيل والليل والبيداء تعرفني ****

والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وكقول أسيد بن عنقاء الفزاري:

كأن الثريا علقت في جبينه ... وفي خده الشعرى وفي وجهه القمر

(الثريا) هي مجموعة من الكواكب، و(الشعرى) هي كوكب، ووقع التناسب في جمع كلّ من: (الثريا، والشعرى، والقمر)، إذ إنّ جميعها كواكب.

كما وقع تناسب ما بين (الجبين، والخد، والوجه).

ويمكن كذلك الجمع بين أكثر من ثلاثة أمور متناسبة

مثل قول ابن رشيق:

أَصَحُّ وَأَقْوَى مَا سَمِعْنَاهُ فِي النَّدَى ... مِنَ الْخَبَرِ الْمَأْثُورِ مُنْذُ قَدِيمِ

أَحَادِيثُ تَرْوِيهَا السُّيُولُ عَنِ الْحَيَا ... عَنِ الْبَحْرِ عَنْ جُودِ الأَمِيرِ تَمِيمِ

ورد التلاؤم والتناسب في البيتين كالآتي:

(الصحة، والقوة) وهو جمع بين أمرين متناسبين.

وفي (السماع، والخبر المأثور) وهو جمع بين أمرين متناسبين.

وفي (الأحاديث، والرواية) وهو جمع بين أمرين متناسبين.

وفي (السيول، والحيا - وهو المطر-، والبحر، والجود)؛ والجود يلائم المطر والبحر في أقوال الشعراء عموماً وهو جمع بين أربعة أمور متناسبة

فالمقصود إذن بمراعاة النظير جمع شيء إلى ما يناسبه من نوعه، أو ما يلائمه من أي وجه من الوجوه.

وسر جمال مراعاة النظير: تقوية المعنى، وتأكيده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5- الالتفات: (في الشعر والنثر)

هو الانتقال من ضمير إلى ضمير مغاير؛ كأن ينتقل من ضمير الغائب إلى المخاطب أو المتكلم بالرغم من أن المقصود واحد.

كقول البارودي :

أنا المرء لا يثنيه عن طلب العلا

نعيم ولا تعدو عليه المفاقر

فقد انتقل الشاعر من ضمير المتكلم(أنا) إلى ضمير الغائب في (يثنيه، وعليه)

سر جماله: إثارة الذهن وجذب الانتباه ودفع الملل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6– حسن التعليل :

يتم استخدام حسن التعليل عند وصف السبب الأساسي خلف وقوع حدث ما .

7– المبالغة :

هي المبالغة في وصف شيء معين وصفًا مستبعدًا، و تنقسم المبالغة إلى عدة أقسام، منها :

1- 1- التبليغ: وهو وصف الشيء بما هو يقبله العقل

3- 2- الإغراق: و هو وصف الشيء بما هو مقبول من ناحية العقل ولكن مستحيل من ناحية العادة .

3- الغلو: وهو وصف الشيء بما هو مستحيل عقلا وعادة .

فائدة: كل المحسنات المعنوية تأتى فى الشعر والنثر.

1- التصريع: (في الشعر فقط)

وهو اتفاق شطري البيت الأول في القصيدة في الحرف الأخير.

اشتقاق الاسم: صرع النجَّارُ بابًا إذا جعله مصراعين أي قسمين أو جزأين، ومنه معنى التصريع اصطلاحًا وهو أن يأتي الجزء الأخير من الشطر الأوّل الذي يُسمَّى الصدر في البيت الشعري متَّفقًا مع الجزء الأخير من الشطر الثاني الذي يسمَّى العجز.

مثال قول أحمد شوقي:

اختلاف النهار والليل ينسي

اذكرا لي الصبا وأيام أنسي

ولـ شوقي أيضا:

في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسْبابِهِ

كُلُّ امْرِئٍ رَهْنٌ بِطَيِّ كِتابِهِ

ومثل قول أمرئ القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي

بصبح وما الإصباح منك بأمثل

ومثل قول الخنساء:

كُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي* الدَهرِ مَرجومُ

وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ
*الأثافي: (المصائب)

فوائد التصريع:

يحدث التصريع نغما موسيقيا يطرب الأذن ويثير الانتباه.

2- حسن التقسيم: (في الشعر فقط)

وهو تقسيم البيت الشعري إلى جمل أو كلمات متساوية في الطول والإيقاع.

مثال:

- الوصل صافية، والعيش ناغية، والسعد حاشية، و الدهر ماشينا.

- متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي.

فوائد حسن التقسيم:

حسن التقسيم يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن ويجذب الانتباه.

3- الازدواج: (في النثر فقط)

هو اتفاق الجمل المتتالية وتوازنها في الطول والتركيب والإيقاع الموسيقي..

مثال: حبب الله إليك الثبات ، و زيّن في عينيك الإنصاف ، و أذاقك حلاوة التقوى.

فوائد الازدواج:

إحداث رنين موسيقي تطرب له الأذن ويثير الذهن.

4- السجع: (في النثر فقط)

هو اتفاق جملتين أو أكثر في الحرف الأخير.

مثل: الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع.

فوائد السجع:

السجع يحدث جرسا موسيقياً يثير النفس وتطرب له الأذن.

تذكر: أن الأسجاع من النثر, كالقوافي في الشعر.

ورد السجع في أمثلة قليلة شعرا.

السجع يكون في الألفاظ بينما الازدواج يكون في الجمل

5-الجناس: (في الشعر والنثر)

يكون الجناس وهو اتفاق أو تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى.

أقسام الجناس:

الجناس نوعان: جناس تام، وجناس ناقص

أ - الجناس التام:

هو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمور:

1- نوع الحروف

2- عدد الحروف

3- ترتيب الحروف

4- ضبط الحروف

مثل :

- وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة

- صليت المغرب في أحد مساجد المغرب

- يقيني بالله يقيني

- أَرْضِهم ما دمت في أَرْضِهم

ب - الجناس الناقص:

الجناس الناقص هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من 4 أمور:

نوع الحروف

عدد الحروف

ترتيب الحروف

ضبط الحروف

مثل:

- الاختلاف في نوع الحروف: مثل قول أبي فراس الحمداني :

من بحر شعرك أغترف

وبفضل علمك أعترف

- الاختلاف في عدد الحروف: مثل : إن الهوى هو الهوان

- الاختلاف في ترتيب الحروف: مثل قول أبي تمام: بيض الصفائح لا سود الصحائف.

- الاختلاف في ضبط الحروف: كقول خليل مطران : يا لها من عَبْرَة للمستهام (الهائم شديد الحب) وعِبْرَة للرائي

فوائد الجناس:

يعطي الجناس جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ويُثير الذهن.

فائدة هامة :

(التصريع) و(حسن التقسيم) يأتي في الشعر فقط

(الازدواج) و(السجع) تأتي في النثر فقط

(الجناس) يأتي في الشعر والنثر

أخبار مصرية

علم البديع - الجزء الأول

مواضيع ذات صلة